وصف رئيس اتحاد العلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوى واقع الامة العربية بان حاضره مؤلم وواقعه مر وانه زمن ظهر فيه الفساد وعمت الشكوى الاقتصادية والسياسية والاخلاقية والاجتماعية فى كل البلدان العربية.
وقال ان الامة تواجه مشاكل عديدة اخطرها المشروع الصهيونى الذى لايشكل خطرا عسكريا فقط وانما خطرا ثقافيا ودينينا واجتماعيا فضلا عن المشاكل الاخرى التى يعانى منها المجتمع العربى مثل الاستبداد السياسى والتظالم الاجتماعى والفرقة وعدم الالتقاء على كلمة واحدة منتقدا موقف الانظمة العربية من الكيان الصهيونى الذى تحول بعد نكسة عام 1967 الى حديث عن ازالة اثار العدوان بدلا من الحديث عن ازالة الكيان ذاته من قلب المنطقة العربية.
ولفت العلامة الدكتور القرضاوى خلال المحاضرة التى القاها ليلة امس بنقابة الصحفيين تحت عنوان" واقع الامة ومستقبلها فى ظل الاحداث الحالية" والتى تأتى فى افتتاح الموسم الثقافى لصالون احسان عبد القدوس ان الامة العربية تتعرض لمحاولات امريكية بمسخها والغاء عنوانها العربى والاسلامى واستبداله بشرق اوسط جديد.
وقال ان الامة لديها الامكانيات التى تؤهلها لان تكون فى مقدمة الركب وليس فى ذيل القائمة فهى لديها الموارد البشرية والعقول العلمية ومصادر النفط وكل عوامل القوة الاقتصادية الا انها لم تحسن توظيفها مؤكدا انه لامستقبل لهذه الامة الا اذا غيرت من نفسها وافكارها وارادتها وتحلت بالايمان الذى لايمكن له ان يتحقق فى ظل كبت الحريات.
ودعا الانظمة العربية الى اطلاق الحريات والتخلى عن سياسات الاستبداد معتبرا انها الطريق لتحقيق الايمان الذى يصنع الانسان القوى القادر على النهوض بحال الامة.
وقال ان كبت حريات وكتم انفاس الشعوب عملت على وجود ظواهر خطيرة كالتخلف والجهل وتزوير الانتخابات والمحسوبية والفساد وهى من الكبائر ونهب المال العام وهو من اكبر الكبائر وذلك على حد قوله مؤكدا ان توفير الحرية مقدم على تطبيق الشريعة الاسلامية.
|