س و جس و ج   ابحـثابحـث   قائمة الاعضاءقائمة الاعضاء   المجموعاتالمجموعات   شاركشارك   نبذة عننبذة عن   ادخل لقراءة رسائلك الخاصةادخل لقراءة رسائلك الخاصة   دخولدخول 
الـحـلـــم

 
انشر موضوع جديد   رد على موضوع     فهرس المنتدى -> قصص وروايات
استعرض الموضوع السابق :: استعرض الموضوع التالي  
مؤلف رسالة
القلب الطيب



شاركت: 01 يناير 1970
نشرات: 257

نشرةارسل: السبت نوفمبر 18, 2006 9:25 am    موضوع الرسالة: الـحـلـــم رد مع اشارة الى الموضوع

[size=24] [color=red][b]الـحـلـــم[/b][/color]

[b][color=orange]قصة قصيرة
بقلم: د.نبيــل فــاروق[/color][/b][/size]

[quote][color=blue][size=24]استيقظ "هاشم"، الكاتب القصصي المعروف، في ذلك الصباح، وهو يشعر بخمول شديد، على عكس عادته، حينما ينهض من فراشه، دوماً في نشاط، وفتح عينيه في تراخٍ، وهو يتأمل ما حوله..
وفجأة هب جالساً
أين هو؟..
إنه ليس في حجرته
وزوجته ليست إلى جواره
صحيح أن تلك الحجرة الواسعة تبدو له مألوفة، بذلك المعطف المضاد للمطر، المعلق فوق المشجب في نهايتها، وهذا الفراش الصغير، القريب من الأرض، ولوحة الأسلحة التي تحتل نصف الحائط المواجه للفراش، إلا أنه لا يذكر أين رآها، ولا كيف جاء إلى هنا
وفجأة، أدرك لماذا بدت له الحجرة مألوفة؟..
إنها حجرة "جاسر الرهيب"، تماماً كما يصفها هو في قصصه
ولكن هذا مستحيل
لا وجود لـ"جاسر الرهيب" أو حجرته في عالم الواقع
إنه هو مبتكر شخصية جاسر الرهيب
هو صنعها من ثنايا عقله
وهو وصف حجرته..
راح يدير عينيه في الحجرة مرة أخرى في ذهول، وتذكر كيف أنه أوى إلى فراشه أمس، بعد أن انتهى من أحد فصول رواية جديدة من روايات جاسر الرهيب، ولاح له أن هذا هو سبب ما يحدث له الآن، فعاد يرقد على الفراش القريب من الأرض، ويسبل عينيه مغمغماً: اهدأ يا هاشم.. الخيال لا يتحول أبداً إلى حقيقية.. إنما هو حلم.. مجرد حلم
**********
استيقظت مروة زوجة هاشم من نومها في تمام الثامنة كالمعتاد، وتثاءبت في قوة، وهي تغمغم مبتسمة: صباح آخر جميل..
وتثاءبت مرة ثانية في تراخ، ثم استدارت إلى زوجها توقظه
وارتدت فجأة كالمصعوقة..
واتسعت عيناها في رعب وذهول..
لم يكن النائم إلى جوارها زوجها..
كان شخصاً آخر، وسيم الملامح، قوي البنية، يبدو وجهه مألوفاً، على الرغم من ثقتها بأنها لم ترَه في حياتها أبداً..
من هذا الرجل؟..
كيف وصل إلى فراشها؟
وأين زوجها؟
فتح الرجل عينيه في هذه اللحظة، فحاولت إخفاء جسدها بغطاء الفراش، وهي تهتف به في رعب: من أنت؟.. أين زوجي؟
نهض الرجل من الفراش في نشاط، وقال مبتسماً: أنا جاسر.. جاسر الرهيب
حدقت في وجهه بذهول، وهي تردد: جاسر الرهيب؟
ثم هتفت في حدة: مستحيل!.. جاسر الرهيب ليس شخصية حقيقية.. إنه شخصية خيالية ابتكرها زوجي
أجابها في هدوء، ودون أن تفارقه ابتسامته: كان هذا حقيقياً حتى مساء أمس
هتفت في توتر: ثم ماذا؟
هز كتفيه في لامبالاة، وهو يقول: ثم تبادلنا الأماكن
لم تفهم ما يعنيه، فغمغمت: ثم ماذا؟
طرقع إصبعيه، تماماً كما يفعل في القصص التي يكتبها زوجها، وهو يقول: تبادلنا الأماكن.. لقد سئمت كوني شخصية خيالية، يدفع بها هو في صراعات لا تنتهي، ويعرضها لمخاطر لا حصر لها، لمجرد أن يثير القراء ويحبس أنفاسهم، ثم يحوز هو كل الشهرة والثراء، ولهذا فقد قررت ليلة أمس أن أتحول أنا إلى شخصية حقيقية، وأتركه هو لعالم الخيال، وصراعاته اللانهائية
كان يتحدث تماماً كما يصفه زوجها في رواياته، وأدركت هي لماذا بدت لها ملامحه مألوفة؟ لأنها نفس الملامح التي يصفها زوجها دوماً، ولكنها لم تصدق أبداً ما تسمعه أذناها، فالتقطت سماعة الهاتف، وهي تقول في حزم: سأتصل بالشرطة
هز الرجل كتفيه في لامبالاة، وهو يقول: كما يحلو لك
أدهشها أنه لم يحاول حتى اعتراضها، فأسرعت تطلب رقم الشرطة، وهي تردد في ذهول: مستحيل!!.. هذا حلم.. حتماً هو حلم
**********
أغلق هاشم عينيه طويلاً، وحاول أن يجبر نفسه على النوم، أو على الاقتناع بأنه يعيش حلماً، إلا أنه عجز عن هذا تماماً، فملمس الفراش الخشن، والصمت الرهيب المحيط به، كانا يؤكدان أنه يعيش حقيقة؛ لذا فقد عاد يجلس على الفراش، ويدير عينيه فيما حوله، مغمغماً: ولكن هذا مستحيل
غادر الفراش القريب من الأرض، وراح يدور في الحجرة الواسعة في دهشة لا حد لها
كل شيء كما وصفه في رواياته تماماً..
إنها حجرة جاسر الرهيب ولا شك..
ولكن كيف حدث هذا؟..
كيف أصبحت هذه الحجرة حقيقية؟..
كيف انتقل هو إليها؟
لم يستغرق وقتاً طويلاً ليستسلم لواقع الأمر، فهو على عكس زوجته.. يمتلك عقلية قادرة على استيعاب أصعب الأمور وأكثرها خيالاً
ولقد خلع منامته، وارتدى حُلة جاسر الرهيب، ومعطفه المضاد للمطر
ثم وقف أمام خزانة الأسلحة يقول لنفسه: إنه نفس الموقف الذي تركت عليه جاسر الرهيب، في نهاية الفصل الذي كتبته أمس.. كان قد استيقظ على التو، وارتدى ثيابه، ووقف أمام خزانة أسلحته، ينتقي لنفسه مسدساً جيداً، عندما سمع صوت سيارة تتوقف، ويغادرها قباري القاتل و
...
قبل أن يتم عبارته، تناهى إلى مسامعه صوت سيارة تتوقف، فأسرع إلى نافذة الحجرة، ورأى أمامه فراغاً هائلاً بلا نهاية، وسيارة تقف أمام المنزل، ويغادرها رجل بالغ الضخامة، شرس الملامح، يحمل مدفعاً رشاشاً، وينطلق نحو المنزل في وحشية رهيبة
وتراجع هاشم في رعب، وهو يهتف: لا..لا .. هذا حلم.. حلم بالتأكيد
**********
حدّق رائد الشرطة في وجه جاسر، وهو يقول: إذن فأنت شخصية روائية، قفزت إلى عالم الخيال
أجابه جاسر في هدوء: هذا حقيقي.. لقد تبادلت الأماكن مع هاشم
صاح به الرائد في غضب: أأنت مجنون؟ أم أنك تحاول إصابتي بالجنون؟
أجابه جاسر في صرامة: لا هذا ولا ذاك.. إنني أخبرك بالحقيقة
وهتفت مروة: هذا الرجل محتال رهيب.. لقد اختطف زوجي ويريد أن يحل محله
قال الرائد، وهو يتطلع إلى وجه جاسر في صرامة: بالتأكيد يا سيدتي.. بالتأكيد
ثم التفت إلى جندي مصاحب له، واستطرد: خذ بصماته، وائتني بصحيفة سوابقه كلها
قال جاسر في سخرية: بصماتي.. ليست لي أية بصمات
ثم رفع راحتيه المفرودتين في مواجهة الرائد، الذي حدق في أطراف الأصابع في ذهول، وهتف: ولكن هذا مستحيل!!.. أصابعك لا تحمل أية بصمات بالفعل.. لا يوجد بشري هكذا
أعاد جاسر راحتيه إلى جواره، وهو يهز رأسه مبتسماً، ويقول في بساطة: وما ذنبي أنا؟ هاشم هو المسئول.. هو ابتكرني، ولم يحتج يوماً إلى بصماتي، فلم يمنحني إياها أبداً.. إنها مسئوليته هو
تراجع الرائد في ذهول، وهو يردد: مستحيل!! إنك لست بشرياً، أو أن كل هذا مجرد حلم.. حلم سخيف
**********
شعر هاشم برعب هائل، وهو يسمع وقع أقدام قباري، الذي يصعد إلى منزله بجسده الضخم، واندفع نحو خزانة الأسلحة، وهو يهتف في توتر بالغ: ماذا كان جاسر الرهيب سيفعل، لو أنه في مكاني الآن؟.. ربما كان سيختار مسدساً ضخماً كهذا.. ماجنوم 44
تناول المسدس الضخم من خزانة الأسلحة، ثم تراجع نحو باب خلفي، وهو يقول: ولكني لست
جاسر الرهيب؛ لذا فالوسيلة المثلى أمامي هي
……
قبل أن يتم عبارته، هوت رصاصات مدفع قباري الآلي على رتاج باب الحجرة، فصاح هاشم مكملاً: هي الفرار
دفع الباب الخلفي، وانطلق يعدو بكل قوته صاعداً إلى السطح، ومن خلفه سمع وقع أقدام قباري الثقيلة، فهتف في رعب: لا.. لا ينبغى أن يلحق بي.. سيقتلني لو فعل.. لست أملك مهارة جاسر ولا قوته.. إنني مجرد شخص عادي
بلغ سطح المنزل، وبدا له المشهد رهيباً، والمنزل يسبح كله وسط فراغ لا نهائي مخيف، وراح يبحث عن مخرج، حتى سمع صوت قباري من خلفه يقول في وحشية: لقد وقعت أخيراً يا جاسر الرهيب
التفت إليه في رعب، وهو يهتف: لا.. لست جاسر الرهيب.. أنا هاشم".. أنا
...
قاطعه قباري بضحكة وحشية رهيبة، وهو يقول: لا فائدة.. لقد وقعت أخيراً في يدي.. لا فائدة
وصوب فوهة مدفعه الآلي نحو هاشم، الذي صرخ في رعب: لا.. لا تطلق النار
ولكن قباري ضغط زناد مدفعه الآلي..
واختلطت ضحكته الوحشية بدوي الرصاصات..
**********
ظل رائد الشرطة يحدق في وجه جاسر طويلاً، قبل أن يغمغم في اضطراب ملحوظ: من أنت؟
أجابه جاسر في هدوء: قلت لكم من قبل إن اسمي هو جاسر الرهيب
هتفت مروة: مستحيل
ثم اتجهت إليه، وقالت في توسل: لو أنك هو حقاً، فأعد إليَّ زوجي
تطلع جاسر إلى عينيها، مغمغماً: ولكن يا سيدتي، إنها فرصتي الوحيدة لولوج عالم الحقيقة، و
قاطعته في ضراعة: لم يكن جاسر الحقيقي ليتخلى عن سيدة في محنة كمحنتي.. أعد إليَّ زوجي.. أرجوك
تردد جاسر لحظة، ثم قال في حزم: لا بأس.. سأعيده
سأله الضابط في ذهول: وكيف ستفعل؟
أجابه جاسر في برود: بنفس الوسيلة.. عبر عالم الأحلام
واتجه في هدوء إلى حجرة النوم، وهو يقول لمروة: وداعاً يا سيدتي.. كان من الممتع حقاً أن أعيش في عالم الحقيقة
اتجه نحو الفراش، ورقد فوقه، وأخفى جسده كله بالغطاء، فغمغم الرائد في توتر: يبدو أننا نعيش حلماً مزعجاً
هتف به أحد جنوده في رعب، وهو يشير إلى الفراش: انظر يا سيدي.. الغطاء يتبدل، كما لو أن هناك جسداً آخر يحل محل جسد الرجل الذي رقد تحته منذ لحظات
اتسعت عينا الرائد، وهو يهتف ذاهلاً: ولكن هذا مستحيل!.. مستحيل تماماً
وهتفت مروة: زوجي.. لقد عاد
واندفعت في لهفة نحو الفراش، وجذبت الغطاء عن الجسد الراقد فوقه، ثم اتسعت عيناها في رعب، وأطلقت صرخة هائلة

لقد عاد إليها زوجها..
عاد جثة هامدة، اخترقتها عشر رصاصات..
رصاصات قباري..
وراحت مروة تصرخ في انهيار تام وسط ذهول الرائد وجنوده: لا.. هذا حلم.. حلم.. حلم
ولكنها لم تستيقظ منه أبداً[/size]..[/color][/quote]

[img]http://www.lo7a.com/up/uploads/ac740e0d66.gif[/img]
الرجوع الى المقدمة
استعرض نبذة عن المستخدمين ارسل رسالة خاصة
استعرض مواضيع سابقة:   
انشر موضوع جديد   رد على موضوع     فهرس المنتدى -> قصص وروايات جميع الاوقات تستعمل نظام CET (Europe)
صفحة 1 من 1

 
انتقل الى:  
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى
لاتستطيع الغاء مواضيعك في هذا المنتدى
لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى

business for sale
business for sale

 

business for sale